أسواق أوروبا وآسيا تهوي وسط مخاوف أوكرانيا والتضخم العالمي

في يوم أمس، شهدت أسواق الأسهم الأوروبية انحدارًا حادًا إلى أدنى مستوياتها منذ أربعة أشهر، حيث تصدر قطاعا صناعة السيارات والتكنولوجيا قائمة الخاسرين. هذا الانخفاض جاء مدفوعًا بتصريحات صدرت عن الكرملين، والتي خيبت الآمال المعلقة على إيجاد حل سريع للأزمة العسكرية المتفاقمة في أوروبا، والتي تعتبر الأكبر من نوعها منذ عقود.
ووفقًا لـ "رويترز"، انخفض مؤشر ستوكس 600 الأوروبي بنسبة 1.3 في المائة، مسجلًا بذلك أدنى مستوى له منذ شهر تشرين الأول (أكتوبر) الماضي. ويعزى هذا التراجع إلى المخاوف المتزايدة بشأن تصاعد حدة الصراع الدائر بين روسيا وأوكرانيا.
وقد كان قطاع التكنولوجيا من بين الأكثر تضررًا، حيث هوى مؤشره بنسبة 2.6 في المائة، ليصل إلى أدنى مستوى له منذ شهر آذار (مارس) الماضي، مستمرًا في التراجع للجلسة الرابعة على التوالي.
وسجلت الأسهم الفرنسية أدنى مستوى لها منذ مطلع شهر كانون الأول (ديسمبر)، بينما انزلقت الأسهم الألمانية إلى أدنى مستوياتها في 11 شهرًا.
وتجدر الإشارة إلى أن المؤشر الأوروبي قد فقد حوالي 20.2 في المائة من قيمته حتى الآن هذا العام، وذلك في ظل المخاوف المتعلقة بالأزمة الأوكرانية، وتصاعد احتمالات تشديد السياسة النقدية من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي والبنوك المركزية الأخرى، بهدف مكافحة مخاطر التضخم المتزايدة.
وفي سياق منفصل، كانت الأسواق في الولايات المتحدة مغلقة يوم أمس بمناسبة عطلة يوم الرؤساء.
وعلى صعيد آخر، تراجع مؤشر نيكاي الياباني في يوم أمس للجلسة الثالثة على التوالي، وذلك بعد أن دفعت المخاوف المستمرة بشأن الغزو الروسي المحتمل لأوكرانيا المستثمرين إلى الابتعاد عن الأصول التي تنطوي على مخاطر عالية.
وأغلق مؤشر نيكاي منخفضًا بنسبة 0.76 في المائة، مسجلًا 26910.67 نقطة، بعد أن قلص معظم خسائره التي بلغت 2.11 في المائة في التعاملات المبكرة، وذلك عقب ورود تقارير عن قمة محتملة بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، والتي ساهمت في تهدئة الأجواء في السوق.
وانخفض مؤشر توبكس الأوسع نطاقًا بنسبة 0.71 في المائة ليغلق عند 1910.68 نقطة، بعد أن تراجع إلى 1.83 في المائة في وقت سابق. وقد عانت الأسهم المرتبطة بالنمو من انخفاضات أكبر، حيث انخفض مؤشرها بنسبة 0.91 في المائة، مقارنة بانخفاض قدره 0.53 في المائة لمؤشر أسهم القيمة.
وشهدت أسهم شركات صناعة الرقاقات تراجعات ملحوظة، حيث انخفض سهم "طوكيو إلكترون" بنسبة 2.94 في المائة، في حين خسر سهما "أدفانتست" و"رينيساس" 1.88 في المائة و2.11 في المائة على التوالي.
كما انخفض سهما مجموعة سوني ونينتندو بنسبة 1.53 في المائة و1.19 في المائة على التوالي. وشهد سهم "شارب" هبوطًا حادًا بنسبة 10.12 في المائة، وذلك بعد أن أعلنت شركة الإلكترونيات عن تغيير رئيسها التنفيذي.
وفي سياق متصل، استقرت الأسهم الصينية في نهاية تعاملات يوم أمس، وسط تراجع أسهم شركات الخدمات المالية والبنية التحتية، وارتفاع أسهم العقارات، وذلك بالتزامن مع صدور بيانات اقتصادية.
وكشفت بيانات صادرة عن مكتب الإحصاءات الوطني عن ارتفاع أسعار المنازل الجديدة في الصين خلال شهر كانون الثاني (يناير) على أساس شهري للمرة الأولى منذ شهر أيلول (سبتمبر)، وذلك بنحو 0.1 في المائة.
من جانبها، حذرت الشركة الصينية العاملة في قطاع العقارات "شينرو بروبتيز جروب" من أن مواردها الداخلية الحالية قد لا تكون كافية لسداد دين مستحق في شهر آذار (مارس)، بما في ذلك سندات دائمة بقيمة 200 مليون دولار كانت الشركة قد أعلنت من قبل عن عزمها على استردادها. وفي ختام الجلسة، استقر مؤشر شنغهاي المركب عند 3490 نقطة، بينما صعد مؤشر شنتشن بنحو 0.61 في المائة مسجلًا 2325 نقطة، في حين تراجع مؤشر سي إس أي 300 بنحو 0.36 في المائة، مسجلًا 4634 نقطة.